• +964 7903821493
  • العراق

الشيخ اليعقوبي وجهاده الاسلامي والعربي بقلم: الشيخ علي الصغير(عضوالرابطة الآدبية)


 

    يكاد الحديث عن الشيخ اليعقوبي-تغمده الله في رحمته- ان يكون سهل ممتنعا لأن هناك عدة جوانب أدبية وأجتماعية ودينية وغير ذلك من مواقف وطنية ومن أفكار ادبية يدعو فيه الى حرية الفكر وتقدم الخيال والاسلوب الشعري في أدبه الرائع وخطاباته القيمة التي لها طابـع خاص عرف فيه بأسلوبه الادبي وتوجيهه الأجتماعي الكبير الذي يعد هو لصالح الأمة وتوجيه الشباب للسير في مجالات الحياة العامة على ضوء الادب والفضيلة والتحلي بالخلق الكريم والألتزام بالواجبات التي يفرضه عليه الدين الاسلامي والدعوة فيه الى جمع شتات المسلمين تحت لواء التوحيد وعلم الاخلاص .   فما فتئ فقيدن اليعقوبي أبان شبابه وعصر كهولته وزمن شيخوخته الكريمة التي مهد له سبيلا يشقه على ضوء حوادث الحياة الوطنية والاجتماعية والسياسية والدينية وغيرها مم يتحلى به المواطن الصالح الذي يعرف حقوق المواطنة في بلد تعددت فيه النواحي الكثيرة والاتجاهات وما واكبه من ظروف خاصة وعامة .   فعليه فالحديث عن شخصيته التي هي تعد مثل رائعا في الاستقامة سواء في الادب والاخلاق وغيرها من المثل العلي التي أختص فيها يعد الحديث سهل بادئ الامر وقد يكون صعبا وعسير اذا قرأت جوانب من حياته التي قضاها في معترك الحياة الخضم فهل يستطيع الكاتب اذ تناول حديث خاصا عن شخصيتة ان يتحدث عنه فيعطيها حقه ان هذا لعزيز جدا ,ولكن في هذا الحديث سوف نتناول بعض الجوانب من تلك النواحي التي واكبت حياة فقيدن الغالي تغمده الله برحمته. أن دروس الحياة على رأي أستاذن اليعقوبي تختلف عن دروس يمليه الاستاذ على طلابه. يريد الحياة ان تكون على أهمية من الأخلاق الفاضلة تحت أساس من الدين ويستخدمه التاريخ الصادق الذي يرفع من قدر الاديب والانسان لاكما يريده غيره فنراه يخاطب الاساتذه في قطعة أبيات منها قوله بعنوان (دروس الحياة)فيخاطبهم بقوله:

 

  قل للأساتذه الذين تكلفــوا عبئ من التدريس ليس مطاق

 كل الدروس مهمة وأهمها الدين والتاريخ والأخــلاق

فأذا عرفن سير الحياة على هذ الضوء نراه يخاطب ذلك الاخ الذي يصاحبه فيوصي بأن يكون الاخاء منعقدا بين الصديقين على أساس م يقول:  

 

اذ م صحبت أخ فليــكــن زكي الخلال كم تقتـــــرح

وهيهات تلق الذي تصطفيه فعش مفرد في الورى تسترح

    فالصداقة والمودة بين أفراد المجتمع على رأيه يجب ان تعقد على حلقتين كريمتين احداهما من جانب الانسان والثاني من جانب صديقه الذي يشترط فيهما أن يكون كل منهما زكي الخلال حتى لايعكر صفو مودتهما شئ يسبب قطع المودة فأذ لم يمكن ذلك فهو يفضل العزلة والأنفراد لأنها أضمن للراحة كم يتضح لك من القطعة التي عنوانه (الانفراد). فهذا ان يدل فأنما يعني على تلك الخلال الحميدة التي تكتنز في قلب شيخن اليعقوبي وهو بذلك يوضح لنا طهارة القلب الكريم الذي يحمله بين حناي ضلوعه .   أدبه:     لعل الادباء عندما كتبو عن أدب الشيخ اليعقوبي قسوا عليه بما لايستحق فطالما تتردد على اقلامهم كلمة(أدب المناسبات) وماأدري ماذ يقصدون بتلك المناسبات ان أدب اليعقوبي لم يكن أدب مناسبات ولذلك نراه عاش في أدبه وواكب الحياة الأدبيه ل على المناسبات حتى يرمى به الشيخ اليعقوبي في أدبه. ان الادب على رأي اليعقوبي هو حق من حقوق المجتمع فيجب ان يعطيه حقه في شتى المجالات العامة ولعل المدعي لذلك انما نظره فوصفه بأدب المناسبات لما رأى من شعره الجم في شتى النواحي العامة فلصق به ذلك وسماه (أدب المناسبات) أن أدبه يتحول من حين الى أخر حسب تطور الحياة السياسية والأجتماعية والدينية والوطنية والشعور العام الذي يحس به شيخن اليعقوبي فتارة تراه يوجه صوته مناديا الريف أم المدينة فيقول

 في الحديث عنهما:

 

 لست أدري والرزاي جمــــة أفأبكي الريف أم أنعى الشئ ما

 أوقد البغي على قطريهمــــا نار حرب تمل الكون ضــراما

    فهو تحدث عن الريف ولكن لم يكن الريف الذي يشاهده في عينيه ويتمتع به وأنما قصد الريف في المغرب العربي وطالما كانت قصائده ترن في مسامع الثوار الذين ثاروا لحفظ بلادهم وأستقلالهم فهو في النجف الأشرف يوجه صوته الى بطل الريف وهو الزعيم الامير عبد الكريم الريفي على أثر مقاومته العنيفه لاسباني وفرنسا فيقول من قصيدته بعنوان(بطل الريف):  

 

يابطل الريف عليك الســلام في الحرب والسلم رعيت الذمام

      وقد يبلغ به الحساس الغريب الذي يخامره جراء ما يشاهد من هذه الويلات التي جرت بلاء كبيرا على البلاد العربية والأسلامية فيذوب آسى وجزعا على م يشاهد ويسمع من أنباء تلك الحواث المريعة فيقول:  

 

يانفس ذوبي أسف وأجزعـــي قد طرقت أم الدواهي العظام

هذي عروش الفخر ثلــت ولا بدع فقد قوض منه الدعام

بكت( أغادير)وحنت أســــــا فجاوبته بالحنين الشــــئام

        ويقول في مخاطبة الريفيين:  

 

 أحبـــــــاي علي الريــــــف لقد حن لكم قلبي

أعدتــم سالــف المجـــــــــد وقمتم عنـــــه للذب

        ومنها قوله:  

 

 فللشـــــــرق مســـــــرات وأحزان علـــى الغـــــرب

وقــفــتــم في ميـاديــــــــن الوغى جنب الى جنـب

 ال ياليتـــنــــي معــكــــــم لأقضي في الوغى نحبي

        هذه الأبيات من قصيدة بدأه بقوله(أحباي على الريف) فوصف اليعقوبي بذلك بل تجاوزه الى كل ما يفرضه عليه الحب المتبادل بين المتحابين المجاهدين في استقلالهم وكرامتهم الوطنية بأنهم أحبابه فهل أكتفى شيخنا فتمنى أن يقضي نحبه بين صفوف المجاهدين فخاطبهم بقوله :

 

  ال يالـيتــنــي معــكـــــــــم لأقضي في الوغى نحبي

  وقد نرى تأثره يشتد بين حين واخر فلا يجد البهجة والسرور في مواسم الحياة التي يمر به المجتمع في افراحه فيتساوى في رأيه الفرح والحزن مع وربما يتغلب الحزن عليه فيفضله على سويعات الافراح التي تمر بالمجتمع فيقول بعنوان(أعياد أم مأتم) :  

 

 أرى الناس في عيد يحيى به الفتـــى أخاه عنـــاق والثغور بواســــــم

 وقد أحدقت في الشرق من كل وجهة مصائب تبكيه العلى والمكارم

    الى ان يقول :  

 

  فياحبذ في ذلك الثغر وقفــــة تصافحن فيه القن والصـــوارم

 في ليت شعري أي عيد لأمة تصدع منه شمله المتلائـــم 

 فم هذه الأفراح الا  كآبــــــة ومات هذه الاعيــاد الامآتــــم

      بهذه الروح الوثابة التي حملت في طياته الشجاعة والأسى والألم النفسي الذي يساوره بين حين وأخر في موقف الريف نراه ينتقل الى (غزة وطبريه) من بلاد فلسطين فيخاطب أرواح الشهداء فيهما :  

 

 ياشهداء مضو كرام   في ساحة العـز والمحامــــــد

 فنيــتـــم دونه جهــــــادا والشعب من خلفــكم مجاهــد

      فيصف حالتهم في أثناء الأعتداء الغادر على قطاعي غزة وطبريه وأستشهاد عدد كبير من المجاهدين العرب ويقول :

 

لم ترقدو في الثرى ولكن لكم بأحشــائن مراقـــــــــــــــد

    ان تلك المراقد التي أحتلت قلب شيخن اليعقوبي للشهداء العرب هي الذكرى الدائمة في نفسه لأحوال العرب والمسلمين في بلاد فلسطين ونراه يوبخ اولياء الأمور من الساسة الذين أتهمهم اليعقوبي في تقاعسهم عن نصرة أخوانهم الذين أستبيحت ديارهم فياخطبهم :  

 

 ياساسة في البلاد أضحــت تلقــى لأيديــــــهم المقالــــــــــــد

 م لفلسطين ان دعتـــكـــــم لم تلق عون ول مساعـــــــــــــد

ويقول في خطابهم :  

 

بمسمع منكـــــــــم ومرأى يكابـد ( القـــدس ) م يكابـــــــــــد

    وتراه يندد بالمواعيد التي أخذه على أنفسهم ساسة البلاد العربية فيقول :  

 

 وعدتمـوه الخلاص منهـم م آن ان تنجــز المـواعـــــــــــــد

    وينحي عليهم باللائمة اذ وقفو متفرجين ولم يشاركو أخوانهم المجاهدين من أجل الدفاع عن الأسلام والبلاد العربية فيقول :  

 

لاخير في الحر لم يناضل دون مباديــــه والعقـــائـــــــــــــد

      ثم يصف حالة المجاهدين عندم أغتصبتهم الأيدي المعادية فأسلمتهم الى الموت والمنية فيقول :  

 

قد وردو اكؤس المناي به وي بئســـت المــــــــــوارد

مصائب عندهم ولكــــــن فيه لمـن غرهــم فوائــــــــــــد

          فهو يتهم الساسة والقادة بأنهم هم الذين لبسو ثوب الخيانة من أجل تلك المنافع الشخصية والفوائد التي غنموه من جراء المصائب التي أثقلت كاهل المجاهدين فأتهمهم بالخيانة فقال في التعبير عن ذلك :  

 

مصائب عندهــم ولكـــــن   فيه لمن غرهم فوائـــــــــــــــد

    ثم يتحول اليعقوبي بعد ان ضاق به المجال في ميادين الجهاد يدعو الى وحدة الصف العربي فيقول :  

 

عسى وحدة للعرب انتم دعاتها يلم بكم عم قريب شتاتها

    فهل تراه يتناسى فلسطين وآلامه فيدعو للوحدة على أساس أنقاذ فلسطين فيخاطبهم بقوله :  

 

حداد لم قاست فلسطين انه عليه الرزاي التقت حلقاتها

    ويقول في وصفها :  

 

 تئن فيبكـي العالمـين انـيـنـهـا وتشكو فتشجي السامعين شكاتها

توال عليه الظلم والكرب والبلا و ل تنجلي الا   بــــــــكم كربتهــــــا

          ثم يجعل القياس بين الموت والحياة في البلدان العربية على أساس الموت والحياة في فلسطين الشهيدة فيقول :  

 

 وم موتن بين الورى وحياتن مدى الدهر ال موته وحياتها

    بهذه الافكار العربية عاش اليعقوبي طيلة عمره مترددا بين المغرب المظلم وفلسطين المغتصبة ومراكش المحرومة والجزائر المجاهدة وينتقل بين الاندلس وتونس وغيره من البلدان العربية يبكي للاوضاع التي تعانيها هذه البلاد التي جنى عليه المستعمرون والغاصبون ولعله يعقد الهوى على أساس م يعقده الشقيقان بين قلبيهم فيقول في مخاطبة شقيقه الذي يشاركه في افكاره فيبادله الحب على أساس المودة فهل تراه يتناسى محنة فلسطين انا نرى فلسطين كسائر البلدان العربية المضامة تحتل قلبه فيطغى ذلك على لسانه فيقول بعنوان (فلسطين المجاهدة) :  

 

 ياشقيقي في الهوى عرج معي لنرى حال فلسطين الشقيقة

    ويستنجد بذلك الشقيق ولانعلم أي شقيق هو ذلك الذي أستنجد به الشيخ اليعقوبي ولعل من يريده هو ذلك العربي المخلص لوطنه الكبيرفيخاطبه :  

 

وأعني في المواساة أسـى فرفيق المرء من واسى رفيقه

      ثم نراه يضع حل صحيحا لمشكلة فلسطين هو الجهاد الاسلامي الصحيح الذي هو شعار الفتوحات الاسلامية على ضوء القتال فهل يكتفي اليعقوبي في حل مشكلة فلسطين بغير القتال او يكتفي بم يقرره مجلس الامن الدولي نراه لايكتفي بذلك ولا يجد حلا صادق يضمن حفظ بلاد المسلمين من الغاصبين والمستعمرين بغير الجهاد فيقول :  

 

 ثق بم قد خطه السيف على صفحة المجد ودع كل وثيقة

  ان شعر الشيخ اليعقوبي في فلسطين وغيرها من البلاد الاسلامية والعربية كثير لايستطيع الانسان بهذه العجالة ان يأتي على بعضه ولكنن أحببنا ات نعرض على القارئ الكريم عرض موجزا يعطي القارئ مثل صادقا عن ذلك القلب المجاهد الذي حرم من حمل السلاح للجهاد العربي فأستعاض عنه بقلمه وشعره الرائع . لعل القارئ الكريم اخذ نظرة صادقة عن النواحي التي جال به قلم الأستاذ اليعقوبي في شعره عن البلدان العربية عامة فلنعرض عرض موجزا عن أدب اليعقوبي عن وطنه (العراق) لنجد مدى تأثره وحبه لوطنه ,ان اليعقوبي يختلف عن كثير من المواطنين فهو يخلص أشد الاخلاص لوطنه فنراه يحمل الغيرة الشديدة لهذ الوطن الذي يعيث به المستعمر ويجد ان السياسة التي يدبره الساسة داخل البلاد وهي سياسة أستعمارية فيقول :  

 

كم من يد في الشعب أجنبية م برحت تفت في أعضـــــاده

  ويقول :  

 

وان رأو شمل به مؤلفـــــــــا تألبو ســــر على بــــــــــــداده

 فحركو الساكن من أضــــغانه وهيجو الـــــكامن من أحقـــــاده

 لم يكفهم شق العص من عربه حتى أثارو الشــــــر في أكراده

      ان هذه السياسة التي يتستر به المستعمرون على يد عملائهم الذين هم ينفذون م أمرهم به اسيادهم الاجانب ليفصموا عرى الوحدة العراقية طورا بتحريك الساكن من اضغانهم (كالطائفية) و (الأقلية) و (العنصرية) حتى تلتهب البلاد بسعير كوامن تلاحقاد ولاجل سياسة (فرق تسد) حتى يتمكن أسيادهم من مصالحهم داخل البلاد العربية وطورا يثيرون الشــر فيه فنجم من ذلك ما يسمونه بالمشكلة الكردية وغير ذلك ثم ينحى بالائمة على ذلك الانسان الذي يحمل غيرة على بلاده فيقول :  

 

حسب الغيور سبة ان يرتضي مستعمر يحكم في بـــــلاده

 فعج معي نحو العراق باكيـــــا (بصرته)ونح على (بغداده)

    ثم نراه يشكو حالة البلاد الاقتصادية فيقول :

 

 الشعب في خصاصة وأزمة ان لم نعالج حالـــــة اقتصاده

  ونراه يدعو الى الرشد في نفوس القادة الذين بيدهم مقاليد الامور ويدعوهم الى الهداية حتى ينقذوا الشعب من الجهل على أساس ان تكون الهداة فيه تدعو الى الرشاد فيقول:  

 

 الشعب في جهالة م لم تقــــــم هداته تدعو الى أرشـــــــــاده

  ونراه ينحي باللائمة على فئة ترى الاصلاح فتحيد عنه الى الباطل وينجم من ذلك هضم الحقوق التي يتمتع به المواطنون فيحرمونهم منها فيقول :  

 

م للحقوق والصــــلاح بينكــم يغمره الباطل في فســــاده

      فيعني ان هناك سياج وستارا على عيون الساسة الذين لم ينظرو الصلاح في هذا الوطن وتغاضت اعينهم الى ان تغمر الحقوق بضرب من الباطل حتى يحصل منها الفساد الذي هو دمار البلاد والعباد وان النتائج وخيمة اذا لم يعمل المصلحون على التمييز بين الصالح وغيره ثم نراه ينتقل بالائمة على الذين حاولو ان تتفكك عرى وحدة الصف العراقي فيحصل منه الطغمة النافذة في قلب العراق فهو يريد من الحاكمين في البلاد النصح وأن يستيقين الشعب من أخلاصهم في القضايا التي هي تنهض بهذه البلاد الى ما فيه التقدم في ميادين الوطن فيقول :  

 

م نال كل الشعب في أتفاقـه حق فكيف البعض بأنفــراده

 ان هي ال طــــعنة نافــــــــذ تستهدف العراق في فــؤاده

ل تأمنن في القضاي ناصحـا لست على اليقـين من وداده

يظهر لين ويسـر قســــــوة مثل كمون الجمر في رمـــــاده  

          ونراه وهو يتحدث عن بلاء البلاد في بعض من يدعي الوطنية حتى اذ استلمو مناصبهم كانوا داء وبلاء وباعو البلاد بابخس الاثمان فيتهمهم بالخيانة وبالانتهازية وهضم الحقوق بأسم الشعب وهم بلاء الشعب اذ هم جروا على الشعب م يكيده ويرميهم بالأنتهازية فيقول بعنوان (بلاء البلاد) :  

 

قالو أتى الدور الذي برجــــاله ترعى الحقائق والحقوق تصان

انى وكذبهم الصريح بم ادعوا قام الدليل عليه والبرهـــــــــان

م للحقوق تذاد عنه أهلهـــا كالورد حلئ دونه الضمـــــآن

      الى ان يقول :  

 

هيهات م جلبو الى أوطانهـــم نفع كم نفعتهم الاوطـــان

باعو البلاد رخيصة وهي التي فديت له الارواح والأبدان

 بوظائف محدودة ودراهــــــم معدودة ي بئست الاثمــــان

          وهكذ يظل يصور حالة الحاكمين الذين حكمو البلاد ليسلبو خيراته ويعروا أهله عن خيراته فيحرمونهم منها فخاطبهم :  

 

بنو القصور شواهق أو مادروا من أين شيد ذلك البنيان

      ثم يصور حياتهم فيقسمها الى نوعين من  الترف والاستهتار فيقول:  

 

ان تلقهم رأد الضحى فكأنهم غيد برزن من الخدور حسان

واذ الدجى أرخى السدول رأيتهم صرعى الكؤوس تديره الندمان

      هذه هي صورة يعطيه شيخن اليعقوبي فيخلفها في ديوانه فتتعاقب السنون والاعوام عليها يصور فيه الحاكمين الذين هم سلبوا خيرات البلاد فشيدو قصورهم على حنايا الفقير وأمتصوا دماء الشعب فحولوها الى كؤوس تديره عليهم  الندمان. ثم يتجه اليعقوبي فيضع الاساس الصحيح لبقاء الحكومة انم هو العدل الذي تستقيم به البلاد وتعمل عليه الفئة الحاكمة التي تود الخير لمواطنيه ونراه يهدد  اصحاب الكراسي ان لم يعلمو بالعدل فيقول:  

 

ان لم يكن اساس الحكومة قائما بالعدل لم تثبت له اركان

      ونراه ينقم على الاستعمار الذي يكيد للبلاد المحن والبلاء فيرسل صيحته  المدوية بعنوان (صيحة العراق الداوية) التي يستهلها  بقوله:  

 

 بالشعب قد عاثت يد عادية فجددوه نهضة ثانية

فيريد للشعب حكومة من اهله له نظامها  المنبثق على اساس الاستقلال الذاتي له فيقول:  

 

 لايرتضي  الشعب سوى اهله حكومة آمرة ناهية

    ونراه لايكتفي ان يكون العراق وحده في نيل استقلاله ودفاعه بل يرسل دعوته الى مصر فيريدها ان تثور بوجه المستعمرين الذين غزو مصر فيقول:  

 

من مبلغ مصر وابناءهــــــا لو ان فيه اذن واعيــــه

 قد حانت الفرصة فاستنجدي على العدى بالهمم العاليه

وحطمي عنك القيود التي قد وضعته السلطة القاسية

        ثم يحذرهم من الخديعة الاستعمارية الكبرى التي يسير عليه المستعمرون في اساليبهم فيقول:  

 

هيهات ان تخدعهم خدعة   (اليونان) او شعب (يوغسلافيه)

        ثم هل تراه يتناسى فلسطين وجاراتها ؟ كلا . فيقول:  

 

هذي فلسطين وجاراتها هبت فلبت للهدى داعية

      ثم ينحي باللوم على قومه الذين سكنوا مصر فيقول:  

 

وأنتم ياقوم في مصركم كأنكم لم تسمعو الواعيه 

 فأستأصلو بالنيل ارجاسكم وطهرو تربته الزاكيه

        وتتعدد النواحي الوطنية في شعر الاستاذ اليعقوبي بين العراق وجاراته ونراه يستعرض الحوادث التي تمر في البلاد العراقية وجاراته فله  قصيدة بعنوان (العراق والدردنيل) نراه يصور فيها انتصار  الجيوش العثمانية في الدردنيل وانتصار الفيلق السادس في العراق والعشائر المتطوعة معه بقيادة نور الدين بك واندحار الجيش البريطاني بقيادة(طاونسند) من قرب (سلمان بك) الى الكوت بعد ماقارب الاستيلاء على بغداد وذلك في الحرب العالمية الاولى فيقول بعنوان (العراق والدردنيل).  

 

حميت ي جيش ثغور الاوطان فلتهن بالفتح ونصر الرحمن

اعدت عز الشرق مثلم كان وأصبح الاسلام عالي الشان

 ومجده العادي سامي البنيان

بالنصر مذرفت عليك الاعلام وطأت اعناق الاعادي  والهام

مذ قدمت  بعزة وأقدام لاسمح الله لمحو الاسلام

 يقتاده الكيد به والعدوان

وللوغى في الدردنيل انباء يوم اذقن ذل الهيجاء

بالامس كانو وهم الاعـزاء واليوم عنه اندحرو اذلاء

وهكذ مآل اهل  الطغيان

        فهو يصور علاقة العراق بالدردنيل علاقة اسلامية يربطها الدين برابطة الأخوة الاسلامية ونراه على الصعيد الاسلامي يصور لن حالة المسلمين في الحروب والمعارك الدامية بين الوطنيين السوريين وفرنس العاتية فيقول بعنوان (سوري الدامية ومن جملتها).  

 

سل عصبة الامم  التي قد اسست لحمــــاية الضعفاء خير نظام

 لترى فرنس كيف قامت تبتغي بدمشق محو العرب والاسلام

      ثم ينقد الحضارة والتمدن الذين يتشدق به الفرنسيون فيقول:  

 

اين التمدن والحضارة والتي يتشدقون به مدى الاعوام

      وبهذ الشعور  الاسلامي نراه يتحدث عن ايران بين احتلالين فيقول:  

 

 ام آن ي ايران ان تعلن  الحرب فقد جلت البلوى وقد عظم الخطب

  فقد قالها يستنهض بها ايران للدفاع عن استقلاله عندما اعلنت حيادها التام في الحرب العالمية الاولى وقد احتلت بريطاني المواني الجنوبية في بلادها وقد توغل الجيش  الروسي في القطر الشمالي ويصور حالة المسلمين والمسلمات في ذلك العصر الذي بليت به ايران من الجنوب الى الشمال فيقول واصفا:  

 

فتلك بأكتاف الجنوب تحكمت تحكم وحش القفر ريع به السرب

وهاتيك في القطر الشمالي صوبت مدافعه نار م الحقد لاتخبوا

وكم حرة قد روعته علوجهم فتندب عن شجو ولم يسمع الندب

وتجهش ي للمسلمين بصرخة يذوب الصف منه وينصدع الهضب

        ويظهر شعوره الادبي والاسلامي في قصيدته التي يعنونه الى(العدوان الثلاثي على مصر) عندم حاولت بريطاني وفرنس وصنيعتهم اسرائيل الاعتداء على استقلال مصر فيقول:  

 

 لظى الحرب في مصر قد اوقدت ونافخ ضرمته (ايدن)

    وهي قصيدة يستطيع القارئ ان يعرف مدى تأثر الاستاذ اليعقوبي بالحوادث التي تداهم المسلمين في عقر دارهم ونراه بين قصيدة وقصيدة يتعرض لهذه الحوادث المريعة في شعره ففي قصيدة(فرنس والجزائر المجاهدة)و(الريف بين دولتين)و(مراكش)و(مابين تونس والجزائر)و(غزة وطبرية)و(فلسطين المجاهدة)و(فلسطين المستغيثة)و(في سبيل فلسطين) و (ذكرى 16 آيار) و(الامل المنتظر) وغيرها من قصائد كقصيدة (مؤتمر السلام) و (الاسلام بين اعدائه وابنائه)و (ذكرى تاسع شعبان) و(مصر ويوم الجلاء) و(جسور الاستعمار) و (المهاجر) و (العيد في دمشق)و (بين نخيل الحجاز) و(رحلة حجازية) و (تحية العراق للزعيم  الكاشاني) و (تحية الثوار) و (الشرق والحالة الحاضرة)نجد شاعرن اليعقوبي  خاض معارك فكرية ذات طابع ادبي مهم للغاية فنراه يصور عواطفه في شعره الذي ان قلنا عنه فل نكون قد غالينا انه ثمرة من ثمار الجهاد الاسلامي العربي والنضج الفكري الذي طاف في ذهن الاستاذ اليعقوبي وجال جولة عامة ما طر على العرب والمسلمين.